الرعاية الصحية في خطر

"الرعاية الصحية في خطر" هو مشروع للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر يُنفذ في الفترة من 2012 حتى 2015 في إطار قرار المؤتمر الدولي الواحد والثلاثون بجنيف نوفمبر 2011 والمتعلق بمواجهة المخاطر التي يتعرض لها العاملون بالجهاز الصحي أثناء الكوارث والنزاعات والعنف. ويهدف إلى العمل المشترك مع جميع أطراف تقديم الخدمة الصحية على المستويين المحلي والدولي سواء كانت حكومية أو غير حكومية، وذلك للوصول إلى توصيات و معايير عملية تساهم في توفير قدر أكبر من الحماية والسلامة للعاملين في مجال الرعاية الصحية وتأمين المنشآت الصحية سواء في أوقات الحرب أو السلم. وتحمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسؤولية عقد مشاورات دولية لتقديم تلك التوصيات إلى المؤتمر الدولي الثاني والثلاثون في 2015. 
وقد بدأت أول فعاليات هذا المشروع في لندن حيث عقدت الندوة الأولى وشارك فيها الأمين العام للهلال الأحمر المصري، تلاها ورشة العمل الدولية التي عقدت في القاهرة (ديسمبر 2012) وشارك بها العديد من الهيئات والمنظمات المعنية بالصحة محلياً وإقليمياً ودولياً، وتركزت على عدة محاور هي: تأمين المصابين ومقدمي الخدمة الصحية، تأمين سيارات الإسعاف مع طاقمها من مقدمي الخدمة الصحية، وتدريب الكوادر الطبية.
كما شارك الهلال الأحمر المصري – بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر -  في العديد من ورشات العمل واللقاءات الدولية التي عقدت لمناقشة أمن وسلامة الرعاية الصحية كان أهمها: 
  • ورشة العمل في طهران (فبراير 2013) حول دور جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في نشر الوعي حول أهمية الحفاظ على سلامة الخدمة الصحية بأفرادها ومنشآتها. 
  • ورشة العمل الدولية بجنوب أفريقيا (إبريل 2014) حول سلامة وتأمين المنشآت الصحية. 
  • اجتماع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (أكتوبر 2014).
وقد تم ضم الهلال الأحمر المصري إلى الفريق المرجعي للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر والمسؤول عن متابعة نتائج الاجتماعات وورش العمل مع الخبراء والمعنيين ومناقشة توصياتها،  ويعمل على التحضير لما سيتم تقديمه للمؤتمر الدولي في 2015. 
قام الهلال الأحمر المصري واللجنة الدولية للصليب الأحمر بعقد مؤتمر بالقاهرة في 18 ديسمبر 2014 لاستعراض الجهود المبذولة على المستوى المحلي لحماية وسلامة مقدمي الخدمة الصحية ومنشآتها والمنتفعين منها والتحديات التي تواجهها، وذلك بالاشتراك مع الجهات والهيئات المعنية، حيث حرص المؤتمر - الذي افتتحه ممثل وزارة الصحة - على تناول الموضوع من كافة الأوجه لإعطاء صورة متكاملة رسمها كافة المعنيين بالخدمة الصحية في مصر. فكانت مشاركة وزارة الصحة وهيئة الإسعاف المصرية التي استعرضت التحديات والمخاطر التي تواجه أطقم الإسعاف، كما تم استعراض منظومة العمل بوحدات الطوارئ في المستشفيات والربط بينها وبين مرفق الإسعاف من خلال خط الطوارئ، مع مشاركة فعالة من المؤسسات التعليمية الطبية ممثلة في أساتذة الطب من جامعتي القاهرة وقناة السويس الذين أشاروا إلى أهمية دور التطوير والتدريب للعاملين في المجال الصحي، وهو ما أشار إليه أيضاً نائب رئيس الخدمات الطبية للتدريب والتطوير بالخدمات الصحية للقوات المسلحة. ولإعطاء البعد الدولي، تم توجيه الدعوة لمنظمة أطباء بلا حدود التي شاركت بمحاضرة حول المشاكل والأخطار التي تواجه الخدمة الصحية والقائمين عليها من المنظور العالمي. وشارك في المؤتمر مندوبين عن وزارة الداخلية، ونقابة الأطباء، كما حضر ممثلو جامعة الدول العربية حفل الافتتاح.
واستعرض الهلال الأحمر المصري نموذجاً للخدمة الإسعافية الأولية من خلال فرق التدخل أثناء الطوارئ حيث تم منذ عام 2011 تدريب 94 فريقاَ في 23 محافظة، قاموا بتقديم الإسعافات الأولية لأكثر من 5300 مصاب في أحداث مختلفة بالتنسيق مع هيئة الإسعاف المصرية.  
وقد أكد الهلال الأحمر المصري واللجنة الدولية للصليب الأحمر على اهتمامهم بأن تكون منظومة الخدمة الصحية متكاملة ومترابطة وتعمل وفقاً لمعايير فنية محددة ترتقي إلى المعايير الدولية، كما أكد المشاركون على أهمية تبادل الخبرات والدعم الفني وتوطيد الشراكات والتكامل بين الجهات المعنية المختلفة، بما يحقق مصلحة المنظومة الصحية ككل. وأشاروا إلى أهمية التنسيق ووجود آليات اتصال كأحد أهم الدروس المستفادة.     
وقد أوصى المؤتمر بضرورة أن تشمل تدابير الوقاية والسلامة الهادفة إلى ضمان أمان الرعاية الصحية، التوعية بالتشريعات الوطنية النافذة والتدريب عليها ونشرها. كما أكد على أهمية عرض التحديات وتبادل الدروس المستفادة بين الجهات المعنية ووجود بيانات من أجل الوصول للسبل المثلى الكفيلة بحماية مقدمي الرعاية الصحية. وأوصى أيضاً بأهمية إدماج الموضوعات المتعلقة بالعنف الذي يؤثر على الرعاية الصحية في المناهج الدراسية الجامعية وتدريب المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، وتوعية جميع طواقم الرعاية الصحية بحقوقها ومسؤولياتها، بالإضافة إلى ضرورة احترام  الشارات المميزة التي يستخدمها مقدمو الرعاية الصحية،  ورفع مستوى الوعي بالتداعيات الخطيرة لإساءة استخدام الشارة على حماية أنشطة الرعاية الصحية.

أنشطة الهلال الأحمر